مصر كما لا يراها أحد
الكل
ينظر اليها نظرة الكراهية رغم انهم يحملون بداخلهم اعجابا بها ولكنه الاعجاب الذى
سرعان ما يتحول الى حقد وحسد وعداء ، الكل كان يتمناها ان تكون وطنه لذلك حقدوا
على من كانت هى وطنه ، الكل يتسارع لامتلاكها وان لم يملكها سعى لخرابها ،
لانهم للاسف هم الوحيدون الذين يعرفون قدرها اكثر مما يعرفه ابناؤها ، هذا ما يحدث
من الغرباء فما بالنا إن كان هذا يحدث لها من ابنائها ، انها حقا تكون الحسرة
والندامة والعار الذى يلحق بهم فى كل مكان وزمان فنجد الكل يسعى اليها وضدها ،
فالكل كما قلت يعرف قدرها الا ابنائها ، فهل تحقق النصر الا من اجلها ولها ، وهل
نال الهزائم الا من وقف ضدها وحاول هدمها ، انها الوطن الام الذى عاش عبر العصور
والازمان يحنوا على الغريب ويحبوا نحو كل ملهوف ومشتاق ، فهى كانت للعالم ومازالت
وسوف تكون هى سفينة النجاه التى بدونها الكل غارق ولن ينجوا من الغرق احداً وان
اعتصم بأى احد غير الله ، فالله قد حفظها وهو خير الحافظين ، وجعلها أٌماً لكل
يتيم وملَاذا لكل غريب وحضنا دافئا لكل وليد يعيش ويتربى على ارضها ويشرب من شريان
نيلها واذا مات حفظته فى جوفها ، فهى المكان الذى يسعى من اجلنا ولا نسعى من اجله
، فهى دائما تمد الينا يدها بكل الخير ، ولا تجد منا الا كل انواع الشر ، فهل فكر
احدا يوما فيها وهل خطرت يوما على باله وهل دق قلبه يوما وخفق حين يسمع اسمها
ويكون بين العالمين اكثر فخرا حين يقرأ فى القرأن ذكر اسمها ، انها الارض التى
كتبت لها السلامة والامان وكان عهدا على الله حفظها ما دامت الحياه ، فهل نتوقف
قليلا عن كل انواع الصراعات ونمد ايدينا لها لكى نفرح قلبها
واليكم
بعض ما قيل عن مصر واهلها وجيشها لكى نفتخر بها وباننا ننسب لها فالمصريين ينسبون
الى مصر ولا تنتسب مصر الى المصريين :-
أخرج الحاكم في مستدركه (ج4/ص496/ح8387): [حدثنا أبو
العباس محمد بن
يعقوب حدثنا بحر بن نصر حدثنا عبد
الله بن وهب حدثني
أبو شريح عن عميرة
بن عبد الله المعافري عن أبيه عن عمرو بن الحمق رضي الله عنه عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أنه قال:
ستكون
فتنة أسلم الناس فيها (أو قال: لخير الناس
فيها) الجند الغربي، فلذلك قدمت مصر) ثم قال الإمام الحاكم، رضي الله عنه: (هذا حديث صحيح الإسناد )
والمقصود بالجند الغربى هو جند مصر وكذلك يسمى اهل مصر
بأهل المغرب لكونها تقع غرب المدينة المنورة .
فقد جاء في فتوح مصر وأخبارها
ــ (1/3) بإسناد جيد: [حدثنا عبد الملك بن مسلمة ويحيى بن عبد الله بن بكير عن ابن لهيعة عن ابن هبيرة أن أبا
سالم الجيشاني (هو سفيان بن هانئ) أخبره أن بعض
أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أخبره أنه سمع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: (إنكم ستكونون أجناداً، وإن خير أجنادكم أهل المغرب منكم:
فاتقوا الله في القبط لا تأكلوهم أكل الخضر).
وهذا الحديث آنف الذكر هو التفسير
الصحيح لما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه (ج3/ص1525/ح1925):
[حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ،
عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللهِ، صلى الله عليه وسلم: «لَا يَزَالُ
أَهْلُ (الْغَرْبِ) ظَاهِرِينَ
عَلَى الْحَقِّ، حَتَّى تَقُومَ
السَّاعَةُ»]
أخرج الطبراني في معجمه الكبير (ج23/ص265/ح561):
[وَبِإِسْنَادِهِ عَنْهَا
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، أَوْصَى عِنْدَ وَفَاتِهِ، فَقَالَ: (اللَّهَ
اللَّهَ فِي قِبْطِ مِصْرَ، فَإِنَّكُمْ سَتَظْهَرُونَ عَلَيْهِمْ،
وَيَكُونُون لَكُمْ عِدَّةً، وَأَعْوَانًا فِي سَبِيلِ اللَّه).
حَدَّثَنِي عُمَرُ أَمِيرُ
الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: (إِذَا فَتَحَ اللَّهُ
عَلَيْكُمْ مِصْرَ فَاتَّخِذُوا فِيهَا جُنْدًا كَثِيفًا،
فَذَلِكَ الْجُنْدُ خَيْرُ
أَجْنَادِ الأَرْضِ)، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ: وَلِمَ ذَاكَ يَا
رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: (لأَنَّهُمْ فِي رِبَاطٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
(.
جاء عن تبيع بن عامر الكلاعيّ قال: [أقبلت من الصائفة
فلقيت أبا موسى
الأشعريّ رضي اللّه عنه فقال لي: من أين أنت. فقلت: من أهل مصر، قال: من الجند الغربيّ. فقلت: نعم، قال: الجند الضعيف؟
قال: قلت: أهو الضعيف؟ قال: نعم، قال: أما إنه
ما كادهم أحد إلا كفاهم اللّه مؤنته، اذهب إلى معاذ بن جبل حتى يحدّثك قال: فذهبت إلى معاذ بن جبل فقال لي: ما قال لك الشيخ
فأخبرته، فقال لي: وأيّ شيء تذهب به إلى بلادك
أحسن من هذا الحديث، أكتبت في أسفل ألواحك، فلما رجعت إلى معاذ أخبرني أن بذلك أخبره رسول اللّه، صلى الله عليه
وسلم.
جاء في تاريخ ابن يونس المصري (1/517/1424): [(أبو بصرة
الغفاري الصحابي: شهد فتح مصر،
واختط بها، ومات بها، ودفن فى مقبرتها). روى ابن لهيعة، عن الحسن بن ثوبان، عن عبد الرحمن بن معاوية بن حديج،
عن أبى بصرة الغفاري، رضى الله عنه، قال: مصر
خزائن الأرض كلها، وسلطانها سلطان الأرض كلها، ألا ترى إلى قول يوسف، عليه السلام، لملك مصر: اجْعَلْنِي عَلى خَزائِنِ
الْأَرْضِ، ففعل، فأغيث بمصر، وخزائنها – يومئذ – كلّ
حاضر، وباد من جميع الأرض. وقال، تعالى: {وَكَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْها حَيْثُ
يَشاءُ}؛ فكان ليوسف – بسلطانه بمصر – جميع سلطان
الأرض كلها؛ لحاجتهم إليه، وإلى ما تحت يديه (
عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ ، قَالَ : سَأَلْتُ نَافِعَ
بْنَ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي
وَقَّاصٍ ، قُلْتُ : حَدِّثْنِي هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَذْكُرُ الدَّجَّالَ ؟ قَالَ : فَقَالَ : أَتَيْتُ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْمَغْرِبِ أَتَوْهُ
لِيُسْلِمُوا عَلَيْهِ ، وَعَلَيْهِمُ
الصُّوفُ ، فَلَمَّا دَنَوْتُ مِنْهُ سَمِعْتُهُ ، يَقُولُ
: " تَغْزُونَ جَزِيرَةَ الْعَرَبِ ، فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ
عَلَيْكُمْ ، ثُمَّ
تَغْزُونَ فَارِسَ ، فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ عَلَيْكُمْ ، ثُمَّ تَغْزُونَ الرُّومَ ، فَيَفْتَحُهَا
اللَّهُ عَلَيْكُمْ ، ثُمَّ تَغْزُونَ الدَّجَّالَ
، فَيَفْتَحُهُ اللَّهُ عَلَيْكُمْ " .
جاء في فضائل مصر المحروسة (ص: 6، بترقيم الشاملة آليا):
[وقال خالد بن
يزيد: كان كعب الأحبار يقول: لولا رغبتي في الشام لسكنت مصر؛ فقيل: ولم ذلك يا أبا إسحاق؟ قال: إني لأحب مصر وأهلها؛ لأنها
بلدة معافاة من الفتن، وأهلها أهل عافية، فهم بذلك
يعافون، ومن أرادها بسوء كبه الله على وجهه، وهو بلد مبارك لأهله فيه
(
وجاء في فضائل مصر المحروسة (1/7): [وقال أحمد بن صالح:
قال لي سفيان بن عيينة:
يا مصري، أين تسكن؟ قلت: أسكن الفسطاط، قال: أتأتي الإسكندرية؟ قلت: نعم، قال لي: تلك كنانة الله يحمل
فيها خير سهامه(
قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم:
(إذا افتتحتم
مصرا فاستوصوا بالقبط خيرا فإن لهم ذمة ورحما)؛
قال الزهري: (فالرحم أن أم
إسماعيل منهم (
فاللهم احفظ مصرنا من قسوة قلوب ابنائها ومن كيد الحاسدين الطامعين فيها يا رب العالمين .
الكاتب : صفوت سامى