السقوط
منذ ان هبط الانسان الاول على الارض وهو فى صراع دائم مع الشيطان وهو صراع
بين قوى الخير و قوى الشر، بين ابناء النور وابناء الظلام ومنذ اللحظة الاولى وقوى
الخير تصارع قوى الشر وابناء النور يواجهون ابناء الظلام وبرغم انه فى النهاية لا
بد لقوى الخير ان تنتصر الا انه وفى كثير من الاحيان نجد تسلطا كبير من قوى الشر
والمتمثله فى الشيطان وجنوده على بنى الانسان ، فالانسان الاول والمتمثل فى ادم
عليه السلام قد خلقه الله عز وجل بيديه ونفخ فيه من روحه وعلمه اسماء كل شىء
واعطاه الحكمه وفضله على كثيرا ممن خلق تفضيلا من اجل ذلك كانت كراهية الشيطان
لادم وظل يحمل بداخله الكراهيه والعداء دون ان يظهرها او حتى يتحدث عنها ولكن ظلت
دفينه فى اعماقه ، وسار يرسم ويخطط لهذا المخلوق الجديد ويقول فى نفسه والله لئن سلطت عليه لأهلكنه ولئن سلط علي لأعصينه ولكنه كان يرى من
الملائكة اعجابا بهذا المخلوف الذى اصبح حديث الملائكة جميعا فلم لا وقد خلقه الله
عز وجل بيديه وسواه ونفخ فيه من روحه وعلمه من علمه بل وامرهم بالسجود له بمجرد ان
ينفخ فيه الروح وكان هذا قمة التفضيل لادم عليه السلام وليس هذا فحسب بل كان من
اعظم ما فضل الله عز وجل به ادم ان جعله خليفة له فى ارضه وكان هذا اعظم تكريم له
، ولكن الشيطان وسط كل هذا يصمت ولا يتكلم حتى جاءت لحظة المواجهه التى لا يستطيع
فيها ان يخفى ما يكنه صدره من كراهية لهذا المخلوق الجديد ، فحين نفخ الله عز وجل
الروح فى ادم عليه السلام سجدت كل الملائكة كما امرها ربها من قبل حيث امرهم
اجمعين بالسجود ولم يكن الامر هنا خاص بالملائكة وحدهم بل شمل ايضا ابليس لانه
وبرغم انه ليس من بنى جنسهم الا انه كان يعبد الله معهم وكان دائم التشبه بهم وكان
يدعى كذبا بانه من الملائكة وهو ليس كذلك بل كان من الجن ففسق عن امر ربه ، وهنا
سقط ابليس فى الخطيئة حين لم يطع أمر الله له بالسجود فوقف ينظر عن يمينه وعن
شماله وينظر امامه وخلفه حيث وجدهم جميعا من الساجدين فكانت المفاجئة له حين سمع
الله عز وجل وهو يقول له يا ابليس ما منعك ان تكون من الساجدين ، هنا ادرك ابليس
ان عليه ان يجيب فقال انا خير منه خلقتنى من نار وخلقته من طين ، ومن هنا خرج
ابليس من كونه العبد الطائع لمولاه ليصبح الشيطان الرجيم العاصى لمولاه وهنا بدأ
ابليس يخرج من صدره ما كان يخبىء من كراهيه وحقد ووعيد لادم وذريته واقسم بالله
بان يغويهم اجمعين الا العباد المخلصين وانه سيغير خلق الله وانه سيفعل كل ما
بوسعه لاسقاطهم فى خطيئة المعصية والكفر والشرك كما سقط هو هنا توعده الله هو ومن
اتبعه منهم اجمعين بانهم يكونوا من اصحاب النار خالدين فيها ابدا ، وهنا طلب ابليس
ان يمهله الله الى يوم يبعثون ولكن الله عز وجل قال له اذهب انك من المنظرين الى
يوم الوقت المعلوم وهو الوقت الذى لا يعلمه الا الله عز وجل ، وخرج ابليس من الجنه
وهو كاره وناقم على ادم وبدأ يحتال على ادم وحواء لكى يوقعهما فى الخطيئة التى
تخرجهم مما كانا فيه من نعيم فى الجنه الى شقاء وعذاب على الارض ....
وهذا ما سنكمله حيث سنعرف كيف اسقط ابليس ادم وحواء واخرجهم من الجنه وكيف
اسقط اول ابناء ادم وجعله يرتكب اول جريمه فى تاريخ الانسان وكيف تسلط بعد ذلك على
الشعوب والامم وكيف صنع لنفسه امبراطوريه تحارب بنى الانسان وكيف اتخذ جنوده من
بنى الانسان نفسه ليكونوا سلاحه الذى يقضى به على الانسان نفسه .
المفكر : صفوت سامى